خــــواطر الثــــــورة


  بسم الله الرحمان الرحيم و به نستعين و عليه توكلنا و اليه انبنا و صلواة ربي و سلامه على خير الآنام . عندما بدأت الثورة في تونس   الحبيبة قال لي أحدهم لا تنتظر كثيرا من التونسيين و أنهم أناس تعودوا على التوكل والخوف و أن الرجال فيهم قليلون. قلت... لصاحبي كيف تقول هذا الكلام و قد حبى الله هذا البلد برجال و نساء قاوموا الظلم و الطغيان و قد ولدت أمهات تونس امثال منصف باي و بن غذاهم و راشد الغنوثي و سهام بن سدرين و بشيرة بن مراد و غيرهم كثر ... و لما ولى الطاعية الأدبار قابلت صاحبي وذكرته بما قال فقال أنا لا أكتفي بهذا القدر و أطالب الجماهير بأن ترد حق أمثالك و أمثالي الذين ضحوا الكثير منذ عقود و نحن ننتضر هذا الشعب ليتحرك. فقلت له لا تستعجل
الأمور فان الله غالب على أمره و أن بعد العسر يسرا. و لما جاء العفو و بدأت بشائر هذه الثورة قال صاحبي هنا بدأت أصدق أن شيأ ما بدأ يحدث فقلت له تيقن من شيأين الأول أن تونس لن ترجع مثلما كانت قبل17 ديسمبر 2010 أما الشىء الثاني أن الشعب التونسي مثل المعدن الأصيل مهما بقي في طيات الأرض و مرت عليه السنين سوف يرجع بأذن الله براقا و جميلا و مستقطبا لأنظار كل الناس لأن بلد الزيتونة و عقبة لها شجرة ثابتة و شجرة طيبة أما شجرة النظام البائد فهي خبيثة فأجتثها الله و سيحمي هذا الشعب ثورته و من ورائه الأحرار بكل ما أوتي من امكانيات و وسائل. فشكرا لكل من ساهم في اذكاء روح هذه الثورة العضيمة من الجيل القديم و الجيل الجديد والمغتربين و وسال اللاعلام و النسا و الرجال و كل صغير و كبير إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ اللهم فرج على تونس و أجعل كيد أعدائها في نحورهم و فرج على أمة المسلمين سبحانك اللهم و بحمدك سبحان من كان أمره بين الكاف و النون اذ قال له كن فيكون بالأمس القريب كنت طريدا شريدا و حيدا أجوب الصحاري و الحدود و اليوم جلادي جائه الدور مع الفارق أني لم أهرب من ظلم اقترفته أو جرم سوى أني قلت ربي الله و قمت باخراج أفلام تعري جلادي ...ربي ان فظلك و كرمك وسع كل شيء فان أحييتني لارى ما تبقى من أهلى و أحبابي فلك مني كل آيات الشكر و الامتنان وان لم تسهل لي ذلك فكفاني ما رأيت و سمعت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.محمد أمين منصف بربوش مونتريال في 25 يناير 2011