أفلام

| Rate this article
( 0 Votes ) 
| كتب بواسطة: Super User | الزيارات: 3003 | المجموعة: قسم الصحافة

جريدة الفجر : صراع فيلم تونسي روائي جديدي

 

حاكم جائر ...شعب سجين....عائلة تستغيث

يواصل المخرج منصف بربوش وفريق عمله في اسبوعهم السادس تصوير فيلم"صراع " الذي سيكون عرضه الأول اواخر أكتوبر او بداية نوفمبر 2013 في مدة قد تتجاوز ساعة وأربعين دقيقة .ويجمع الفيلم ثلة من الممثلين على غرار حسين محنوش ، لمياء العمري ، حليمة داود ، هشام رستم ، صالح جدي، ،وحيد مقديش... وقد حرص مخرج المعل منصف بربوش على أن يعطي الفرصة الى الوجوه الجديدة وخاصة الشباب من ممثلين وتقنيين ومنتجين لاثبات وجودهم لان صناع ثورة تونس، حسب قوله ،كانوا في الأغلب من الشباب ، فكان هناك محمد عزيز الطبيب ،أحلام حواص ،نور ،أكرم حواص..."الفجر" واكبت عملية تصوير الفيلم الذي كتبه حسين محنوش بمساعدة المخر ،واعانهم في ذلك خاصة السجناء والسجينات وعائلاتهم حيث قابل مايزيد عن مائة شخص تم التعدي على حرمتهم الجسدية ،وهذه الشهادات كانت الاساس في السيناريو ،لان شخصيات الفيلم كانت قريبة من الواقع.

قصة الفيلم

المخرج منصف بربوش قدَم لنا ملخصا واضحا عن هذا الفيلم فقال : في 7نوفمبر 1987 وقع انقلاب على بورقيبة وتسلم بن علي الحكم ،فاستبشر الشعب التونسي خيرا ووضع على هذا التغيير أمالا كبيرة،لكنه راعنا في بداية التسعينات البدء بجملة من الاعتقالات والتجويع وطرد الناس من العمل ،ومنع جزء كبير من املواطنين من السفر وتهجير كثيرين قصريا.

واضاف بربوش انه طيلة 23 سنة كممت افواه المواطنين وجوعوا وهجروا ووضعوا تحت الاقامة الجبرية ،فوقع الاعتداء على الحرمة الجسدية والفكرية للتونسيين ،وهذا الاعتداء كان مباشرا بالسجن والقتل تحت التعذيب والايقاف .وغير مباشر بالاعتداء على كل من يحيط بهذا السجن من ام وأب وزوجة وأبناء وكل المقربين .ويروي فيلم صراع حكاية شعب وجد نفسه في يوم من الأيام سجينا وراء القضبان ، في المصنع ،في المكتب ،سجينا في افكاره ، في التعبير عن رايه ،سجين الاقامة الجبرية ...فحاول كثيرون تغيير هذه الوضعية ،وكان الصراع من اجل البقاء ،وهذا الذي قامت به زوجة ووالدة الاستاذ بطل الفيلم ،فكان الصراع داخل السجن من أجل البقاء والمحافظة على المبدأ ،اذ كان هذا الاستاذ يقاوم كثيرا من تطلعات الحزب الحاكم من اجل تغيير مبادئه والأاهداف التي كان قد رسمها لنفسه ،وكان صراعا للأطفال من اجل فهم وضعية وجدوا أنفسهم فيها ليست لهم فيها لاناقة ولا جمل ، فحصل الصراع على المستوى الفردي والعائلي والاجتماعي ،وكان الجميع في صراع ;لان الكل في وضع اجتماعيا وسياسيا ، وحاولون ايجاد متنفس للخروج من الأزمة حتى جاء يوم تقابل فيه الجميع في شارع الحبيب بورقيبة واندلعت أول ثورة في العالم العربي ألهمت شعوبا كثيرة ،و مازالت الثورة مستمرة.

منعرج جديد

واعتبر بربوش ان هذا الفيلم منعرج جديد في السينما التونسية التي حاكت في العشرينيات الكفاح الوطني وبعد ذلك بدات تهتم بالهجرو والعمل ... وكثير من الأفلام اعتبرت ان السعادة والحياة تكون وراء البحار ،ثم دخلنا في موج أفلام التي تتحدث عن مواضيع لا صلة لها بعاداتنا وتقاليدنا وبعد ذلك جاءت الثورة التي لم يؤرخ لها على المستوى السنمائي باستثناء بعض الأفلام التسجيلية ووا الوثائقية ،وهذا الفيلم هو فرصة لتاريخ رواية عاشها جزء كبير من هذا الشعب بمرارة لانهم صابروا وثابروا من أجل الوصول الى هذه الثورة التي غيرت أشياء كثيرة وستغير .واكد ان الهدف الأساسي من هذا الفيلم ان لا تلمس في المستقبل حرمة الأافراد ،وان يعيش الجميع دون تعذيب او اقصاء أو ظلم مهما كانت انتماءاتهم واراؤهم وتوجهاتهم .وبين مخرج العمل ان صراع يندرج ضمن السينما التي نريد وهي السينما التي لا تحلل حراما ولاتحرم حلالا،فهي سينما تأخذ في الحسبان الهوية العربية الاسلامية،ويمكن للجماهير مشاهدة هذا الفيلم دون ان تفاجا بشيء يخدش الحياء أو يتخطى الأخلاق والعادات.

الجانب التقني للفيلم

من الناحية التقنية ،اكد بربوش أن مجموعة من أبرز التقنيين في تونس التفت على هذا العمل وأوضح أن الصورة التي ستكون جيدة جدا على المستوى التقني ،واللغة السينمائية ستكون أيضا على مستوى راق جدا ، وهذا الفيلم سيكون مختلفا عن كل ما قدم في السينما التونسية ,لان المحتوى لا يمس المشاعر وامنا يمس العقول أيضا.

وعن تمول الفيمل قال بربوش نظر لشروط وزراة الثقافة ولجنة الاختيارات المجحفة وربحا للوقت التجأنا الى الامكانيات الخاصة ،فكانت الشركة التي انشانها "شركة فنون متحدون "والتي جمعت العديد من أهل الثقافة قد ساهمت بشكل كبير في تمويل هذا العمل ،مع العلم ام ميزانية الشريط محدود ة جاد مقارنة بألعمال السينمائية الكبرى. معاناة طفلة ترفض والدهااحلام حواص الموهبة الجديدة ابنة الـ16 سنة قالت:" تقمصت دور هبة ابنة الأستاذ التي ا تتقبل والدها بعد خروجه من السجن ، اعتقادا منها أنه تركها بنحض ارادته فعاشت محرومة من عطف وحنان الأب الذي ترك والدتها تعاني قسوة الحياة .وشيئا فشيئا يحاول نزار ابن خالها أن يوضح لها الحقيقة ، وبعد صراع مع النفس أصبحت علاقتها بوالدها قوية جدا تعويضا للحرمان الذي عاشته".

نقطة مضيئة

يرى الممثل صالح الجدي أن هذه الفيلم سيكون نقطة مضيئة أخرى في تاريخ السينما التونسية ،لانه تناول الحريات والسجين السياسي والواقع الأمني في البلاد ،وغاص في ملفات الداخلية .وأضاف "هذا الفيلم يمكن أن يخلق مصالحة مع الجمهور ،خاصة مع العائلة التونسية بأن تعود الى قاعات السينما بعد ان عاشت فترات طويلة في عزوف بسبب المواضيع والمشاهد الاباحية التي تتضمنها معظم الافلام التونسية .والسينما التونسية في اإلبها لم تبن على حكاية يعني : بداية وجوهر ونهاية .وهو ما يجعل المشاهد يتابع الفيلم حتى النهاية تم لا يفهمه ،لكن هذا الفيلم يرتكز على حكاية واضحة .كذلك تم العمل بتقنيات سينمائية عالية.وبين أن هذا الشريط جمع عددا من الممثلين أغلبهم ظلموا وحرموا من المشاركة في ادوار البطولة في السابق حسب قول الجدي.

وعن دوره قال :" أقوم بدور الأستاذ الذي سجن بسبب انتماءاته الفكرية والسياسية طيلة 15 سنة ،ويروي الفيلم أثار سجن الاستاذ على العائلة التي فقدت السند ،والمعانناة تزداد بعد السجن بسبب المراقبة الادارية اليومية التي يعيشها البطل ، وكرمانه من العمل ،ويبين علاقته مع زوجته وابنائه الذي يعتبرونه غريبا عنهم.واكد أ نالفيلم مبنى على وقائع وحكايات حقيقية ،والمشاهد التونسي سيجد نفسه في هذا الفيلم ،لان هذه القصة اما ان تكون قد حصلت له لأحد من اقاربه أو جيرانه او أبناء قريته او بلدته .واوضح ان "صراع" لم جميع الشرائح من اسلاميين ويساريين وقوميين ونقابيين ...التي كانت في فترة التسعينات لها عدو واحد هو النظام الحاكم ،اذ تجمعت أنذاك مختلف الطوائف على طاولة حوار واحد ، ولم لا يعاد اليوم نفس السيناريو من اجل مصلحة الوطن على حد تعبيره؟

تاريخ لغطرسة النظام البائد

من جهته ،اكد هشام رستم انه منذ فيلم " صفائح من ذهب" الذي يتحدث عن التعذيب والسجون وعن حال المثقفين ،فان السينما التونسية لم تتجرا الغوص في مثل هذه المواضيع ،وجاء هذا الفيلم "صراع " في هذه الفترة لتاري ما حصل في العهد السابق من ظلم واستبدادا وغطرسة وسجن وتعذيب وسيطرة الدكتاتورية على الأافردا وممتلكاتهم ،وهذا المشروع الفكري جعلني اشارك في هذا الفيلم "وعن دوره قال :" امثل دور مختار نوهو رجل أعمال لا يقبل يقلقه أحد ، لكن الطرابلسية أرادةا مشلركته في ممتلكاته فرفض ،ولم يكن يتوقع أن لهم القدرة والجراة على اختراق القانون وجعلوه يخسر شركته مع انه ليست له توجهات سياسية .وتبين انه ضحية من ضحايا النظام الفاسد .واضاف رستم هذا الشريط يبين كيف مس النظام البائد المجتمع كله من فقير وغني ويميني ويسلري ...وهذا الظلم والاستبداد عن فترو معينة من العهد البائد بكل صدق وحرفية .ونتمنى أن يشارك هذا الفيلم في رجوع الجماهير الغفيرة الى قاعات السينما".

المصالحة بيت العائلة وقاعات العرض

الممثلة لمياء العمري قالت عن مشاركتها في هذا الفيلم :" اتقمص دور مريم زوجة الاستاذ .سجين الراي التي تشاكه في النضال والافكار وتحمل معه نفس الصراع .واكدت ان "صراع " يمس جميع شرائح المجتمع ،ويمثل تغييرا في السينما التونسية ,لان السينما كانت ولازالت في أغلبها موجهة الى أناس بعينهم .واضافت "أنا لم أشاهد الى الان العائلة التونسية تحضر الأفلام مجتمعة ، وهذا التغيير الذي سيحصل سيصالح بين الجمهور وقاعات السينما ،وسيتجرأ الأب على أن يصطحب أفراد عائلته لمشاهدة الفيلم دون حرج".

 

Google maps:

About The Author